يستعد الألماني ماتياس يايسله، مدرب فريق الأهلي الأول لكرة القدم، لاتخاذ خطوة استراتيجية تهدف إلى حماية لاعب الفريق علي مجرشي، الظهير الأيمن، من خطر الغياب عن أولى مباريات الأدوار الإقصائية في دوري أبطال آسيا للنخبة. يأتي ذلك مع اقتراب مواجهة الفريق الحاسمة ضد الغرافة القطري، المقررة يوم الإثنين ضمن الجولة الثامنة والأخيرة من دور المجموعات لمنطقة الغرب.
الدوافع وراء القرار
يهدف يايسله إلى تجنب احتمالية حصول مجرشي على بطاقة صفراء ثالثة، ما قد يؤدي إلى حرمانه من المشاركة في ذهاب دور الـ 16. حصل اللاعب على بطاقتين صفراوين خلال مرحلة المجموعات؛ الأولى كانت خلال لقاء الأهلي ضد الريان القطري، الذي انتهى بفوز الأهلي 2-1، والثانية جاءت في مواجهة العين الإماراتي، والتي انتهت أيضًا بالفوز بنفس النتيجة.
وفقًا للوائح البطولة، إذا حصل مجرشي على بطاقة صفراء ثالثة في مواجهة الغرافة، سيُحرم من المشاركة في المباراة الأولى من الأدوار الإقصائية، لكن إذا تجاوز هذه المرحلة دون بطاقة جديدة، ستُمحى البطاقتان السابقتان من سجله الانضباطي، ما يمنحه الفرصة للمشاركة بأريحية في المباريات المقبلة.
التكتيك البديل: إشراك إيبانيز في مركز الظهير الأيمن
في ظل هذه الحسابات الدقيقة، يخطط يايسله لإجراء تعديل تكتيكي مهم على تشكيلة الفريق. من المتوقع أن يبدأ بالمدافع البرازيلي روجير إيبانيز في مركز الظهير الأيمن بدلًا من مجرشي. يعتبر إيبانيز لاعبًا متعدد المهارات، ويتميز بقدرته على اللعب في أكثر من مركز دفاعي، مما يمنح يايسله مرونة تكتيكية تساعد في سد الفجوة دون التأثير على توازن الفريق.
بالإضافة إلى ذلك، سيعتمد المدرب الألماني على ثنائية دفاعية قوية تتألف من البلجيكي ماتيو دامس والتركي ميريح ديميرال في عمق الدفاع. يتمتع كلا اللاعبين بخبرة دولية وقدرة على التعامل مع الهجمات الخطيرة، ما يعزز من استقرار الخط الخلفي للأهلي في هذه المباراة الحاسمة.
تحليل موقف الأهلي في المجموعة
يحتل الأهلي المركز الثاني في مجموعته ضمن دوري أبطال آسيا للنخبة، برصيد 19 نقطة جمعها من ستة انتصارات وتعادل واحد. ولم يتلقَ أي هزيمة حتى الآن، ما يعكس قوة الفريق واستقراره التكتيكي. يتأخر الأهلي عن الهلال، متصدر المجموعة، بفارق الأهداف فقط، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية تصدر المجموعة في حال تحقيق نتيجة إيجابية أمام الغرافة.
تأهل الأهلي إلى دور الـ 16 مبكرًا بفضل نتائجه المميزة، ما يتيح للمدرب يايسله مرونة أكبر في إدارة تشكيلة الفريق وإراحة بعض اللاعبين الأساسيين استعدادًا للأدوار الحاسمة. ومع ذلك، يدرك المدرب أن الحفاظ على الزخم الإيجابي للفريق يتطلب تحقيق نتيجة جيدة في الجولة الأخيرة، ما يعزز من الثقة ويعطي دفعة معنوية للاعبين.
التحضير التكتيكي لمواجهة الغرافة
يدرك يايسله أهمية المباراة ضد الغرافة، ليس فقط من حيث النتيجة، ولكن أيضًا من حيث الأداء التكتيكي والانضباط الدفاعي. لذا، من المتوقع أن يعتمد على خطة متوازنة تجمع بين الدفاع الصلب والهجمات المرتدة السريعة، خاصة مع وجود لاعبين يتمتعون بالسرعة والمهارة في الخطوط الأمامية.
كما يعول المدرب على خبرة خط الوسط في السيطرة على إيقاع اللعب وقطع الكرات قبل وصولها إلى مناطق الخطر. ومن المتوقع أن يلعب كل من ماتيو دامس وميريح ديميرال دورًا محوريًا في تحقيق هذا التوازن، مع تقديم الدعم لإيبانيز في الجهة اليمنى.
أهداف يايسله طويلة المدى
يبدو واضحًا أن يايسله لا يفكر فقط في مباراة الغرافة، بل يضع نصب عينيه الأدوار الإقصائية وما بعدها. لذلك، تأتي خطوة إراحة مجرشي كجزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى تجهيز الفريق بأفضل شكل ممكن للمراحل الحاسمة.
يرى المدرب الألماني أن الحفاظ على جاهزية مجرشي، الذي يعد أحد أهم أعمدة الفريق في الجانب الدفاعي والهجومي، سيكون له تأثير كبير على أداء الأهلي في الأدوار المتقدمة، خاصةً في ظل المنافسة الشرسة والمتطلبات التكتيكية العالية في دوري أبطال آسيا.
ختامًا: خطوة ذكية نحو المجد الآسيوي
يعكس قرار يايسله بإراحة مجرشي قدرة المدرب على قراءة مجريات البطولة بحنكة وذكاء تكتيكي. فهو لا يركز فقط على الفوز بالمباراة القادمة، بل يسعى إلى ضمان مشاركة جميع عناصره الأساسية في الأدوار الحاسمة بكامل الجاهزية.
تظهر هذه الخطوة الاستراتيجية مدى حرص الأهلي على المنافسة بقوة في دوري أبطال آسيا، وإصراره على تحقيق اللقب القاري. كما أنها تؤكد على النهج المدروس الذي يتبعه يايسله في إدارة الفريق، ما يعزز من فرص الأهلي في التقدم نحو الأدوار النهائية.
هل ستؤتي هذه الخطة ثمارها وتساهم في وصول الأهلي إلى منصة التتويج الآسيوية؟ الأيام القادمة ستكشف عن مدى نجاح هذه الاستراتيجية في تحقيق الحلم الآسيوي.