يعيش نادي إشبيلية فترة عصيبة في الدوري الإسباني، حيث يقترب شبح الهبوط بشكل يهدد مكانته بين الكبار. بعد هزيمته الأخيرة أمام برشلونة، تقلّص الفارق إلى 6 نقاط فقط عن مراكز الخطر، مما زاد من تعقيد الموقف وأشعل المخاوف لدى جماهير الفريق. لم تكن الهزيمة أمام برشلونة مجرد خسارة متوقعة، بل جاءت بطريقة مؤلمة خاصة بعد أداء باهت في الشوط الثاني، رغم أن برشلونة لعب بعشرة لاعبين لفترة طويلة.
---
الهزيمة المؤلمة أمام برشلونة
كانت المواجهة مع برشلونة نقطة تحول سلبية لإشبيلية. لم يتمكن الفريق من استغلال النقص العددي في صفوف الخصم بعد طرد أحد لاعبيه، بل ظهر بأداء متراجع خاصة في الشوط الثاني. افتقر الفريق إلى الحماس والقدرة على العودة في النتيجة، ما أثار استياء جماهيره التي كانت تأمل في نتيجة إيجابية تعزز من موقف الفريق في جدول الترتيب.
---
مواجهة مصيرية أمام بلد الوليد
تنتظر إشبيلية مباراة حاسمة ضد بلد الوليد، الذي يقبع في ذيل الترتيب برصيد 15 نقطة. يُعد هذا اللقاء بمثابة مواجهة "حياة أو موت" للفريقين، حيث يسعى بلد الوليد للهرب من قاع الجدول بينما يحاول إشبيلية الابتعاد عن مراكز الهبوط. تعني هذه المباراة الكثير لإشبيلية، فهي فرصة لتعويض الخسائر واستعادة الثقة، ولكنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر مضاعفة في حال التعثر.
---
أزمة الغيابات تؤزم الموقف
يدخل إشبيلية مباراته القادمة بصفوف منقوصة، مما يزيد من تعقيد المهمة. سيغيب المدافع باديه بسبب تراكم البطاقات، لينضم إلى قائمة طويلة من المصابين تضم نيانزو، الذي انتهى موسمه مبكرًا بسبب إصابة خطيرة، بالإضافة إلى لوكونغا والوافد الجديد أكور آدامز الذي سيغيب لمدة لا تقل عن شهر ونصف.
في مباراة برشلونة الأخيرة، اضطر المدرب للاعتماد على قائمة محدودة من 18 لاعبًا فقط. ومع الغيابات الجديدة، يبدو أن الخيارات ستكون أكثر ضيقًا أمام الجهاز الفني، ما يزيد من صعوبة مواجهة بلد الوليد واللقاءات التالية.
---
تحديات دفاعية ومشاكل في الوسط
يعاني إشبيلية من أزمات حقيقية في خطي الدفاع والوسط. فعلى الرغم من استعادة خوسيه أنخيل كارمونا، إلا أن الخيارات الدفاعية ما زالت محدودة للغاية. لم يتبقَّ سوى كيكي سالاس وماركاو، الذي لم يظهر بمستوى مطمئن في مشاركته الأخيرة. هذا النقص الحاد في العناصر الدفاعية قد يُجبر المدرب على تجربة تكتيكات غير معتادة، ما قد يحمل مخاطر جديدة.
وفي خط الوسط، يبدو الوضع أكثر تعقيدًا. فمع إصابة غوديل وغياب البدائل القوية، لا يملك المدرب سوى الاعتماد على أغوميه وساو، في حين تبقى الخيارات الأخرى مجرد حلول اضطرارية مثل إشراك خوانلو وبيكيه أو الاعتماد على اللاعب الشاب مانو بوينو. هذا النقص في الخيارات قد يؤثر على توازن الفريق واستحواذه على الكرة في المباريات القادمة.
---
جدول مزدحم ومباريات حاسمة
يواجه إشبيلية جدولًا مزدحمًا بمباريات حاسمة ستحدد بشكل كبير مصيره في الليغا. بعد مواجهة بلد الوليد، سيستضيف الفريق مايوركا في مباراة لا تقل أهمية، قبل أن يخوض اختبارين صعبين خارج ملعبه أمام ريال سوسيداد ورايو فاييكانو.
هذه المباريات تُعتبر مفصلية في مشوار إشبيلية هذا الموسم، حيث لا يملك الفريق رفاهية فقدان المزيد من النقاط. كل تعثر سيزيد من الضغوطات ويُعقّد موقف الفريق أكثر فأكثر، خاصة أن الفرق المنافسة على البقاء بدأت في تحقيق نتائج إيجابية.
---
هل يتمكن إشبيلية من تجاوز الأزمة؟
تُعد الأسابيع القادمة حاسمة لمصير إشبيلية في الدوري الإسباني. مع الغيابات المؤثرة والأزمة الدفاعية، يجد المدرب غارسيا بيمينتا نفسه أمام تحدٍ كبير لإيجاد التوليفة المثالية التي تُبقي الفريق بعيدًا عن مراكز الهبوط.
سيكون عليه استغلال جميع الموارد المتاحة وإعادة بناء الروح القتالية للفريق. كما يحتاج إلى إدارة ذكية للمباريات المقبلة للحفاظ على التوازن وتجنب المزيد من الإصابات.
---
الخاتمة: معركة البقاء مستمرة
لا شك أن إشبيلية أمامه مهمة صعبة، لكن الفريق الأندلسي يمتلك تاريخًا حافلًا بالمواجهات الصعبة والقدرة على النهوض في الأوقات الحرجة. يبقى السؤال الأهم: هل يتمكن إشبيلية من تجاوز هذه العاصفة أم أن شبح الهبوط سيظل يلاحقه حتى الجولات الأخيرة؟
جماهير الفريق تنتظر الإجابة بفارغ الصبر، وما ستسفر عنه المواجهات القادمة سيحدد ملامح نهاية هذا الموسم المضطرب.