رحيل جين هاكمان: نهاية أسطورة هوليوودية خالدة
عُثر على الممثل الأمريكي الشهير جين هاكمان، الحائز على جائزة الأوسكار، وزوجته بيتسي أراكاوا، متوفيين في منزلهما بسانتا فيه، نيو مكسيكو. أكدت شرطة مقاطعة سانتا فيه العثور عليهما بعد ظهر الأربعاء، دون وجود أي مؤشر فوري على جريمة مدبرة، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد سبب الوفاة.
مسيرة فنية امتدت لعقود
وُلد جين هاكمان عام 1930، وحقق شهرة واسعة بفضل موهبته الفريدة وأدواره المتنوعة. خلال مسيرته التي امتدت لأكثر من ستة عقود، حصل على جائزتي أوسكار، الأولى لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "الرابط الفرنسي" (The French Connection) عام 1971، حيث جسد شخصية المحقق جيمي دويل، والثانية كأفضل ممثل مساعد عن دوره في "غير مغفور" (Unforgiven) عام 1992، إلى جانب كلينت إيستوود.
لم تقتصر نجاحاته على هذين الفيلمين، فقد تألق أيضًا في العديد من الأعمال التي رشحته لجوائز الأوسكار، مثل "بوني وكلايد" (1967)، و**"لم أغنِ لأبي أبدًا" (1970)، و"مسيسيبي تحترق" (1988)**.
أدوار أيقونية في السينما العالمية
تميز هاكمان بقدرته الفريدة على تجسيد شخصيات متنوعة، بدءًا من أدواره الجادة كالمحققين والمجرمين، وصولًا إلى الأدوار الكوميدية. كان أحد أبرز أدواره شخصية "ليكس لوثر" في سلسلة أفلام "سوبرمان" في السبعينيات والثمانينيات، حيث أبدع في تقديم شخصية الشرير بطريقة جذابة ومميزة.
إلى جانب ذلك، عمل مع نخبة من أهم نجوم هوليوود، مثل آل باتشينو في "الفزاعة" (1973)، وجين وايلدر في "فرانكنشتاين الصغير" (1974)، وديان كيتون ووارن بيتي في "ريدز" (1981).
كما قدم أعمالًا سينمائية ناجحة أخرى، مثل "المحلف الهارب"، و**"المحادثة"** للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، إضافةً إلى فيلم "ذا رويال تينينبومز" للمخرج ويس أندرسون.
إشادة واسعة من نجوم السينما
بعد الإعلان عن وفاته، انهالت عبارات الرثاء من نجوم السينما العالمية. المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا وصفه بـ"الفنان العظيم"، مؤكدًا أنه كان مصدر إلهام في عالم التمثيل.
أما جورج تاكي، نجم سلسلة "ستار تريك"، فقد أشاد بقدرات هاكمان الفريدة، قائلاً: "كان بإمكانه لعب أي دور، حيث كان يتمتع بحضور قوي وشخصية آسرة. سنفتقده بشدة، لكن إرثه سيظل خالدًا في تاريخ السينما".
الوداع الأخير واعتزاله التمثيل
على الرغم من نجاحاته المتواصلة، قرر هاكمان الابتعاد عن الأضواء عام 2004، وكان آخر أدواره في فيلم "مرحبًا في موزبورت". في مقابلة عام 2008، أكد أنه لن يعود للتمثيل، مفضلاً التركيز على كتابة الروايات.
قال في إحدى مقابلاته: "لقد تدربت لأكون ممثلًا، وليس نجماً. لم أكن مستعدًا لكل الضغوط التي تأتي مع الشهرة. مشاهدة نفسي على الشاشة كانت تجربة عاطفية مرهقة".
إرث لا يُنسى
برحيله، تفقد هوليوود أحد أعظم ممثليها، لكن أفلامه ستبقى شاهدة على موهبته الفذة وإبداعه الاستثنائي. سيظل جين هاكمان رمزًا خالدًا في عالم السينما، تاركًا إرثًا فنيًا سيبقى للأجيال القادمة.