الشرع يلتقي وفدًا صينيًا في دمشق: خطوة نحو مستقبل دبلوماسي جديد
في خطوة هامة على صعيد العلاقات الدولية لسوريا، التقى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مع وفد صيني رفيع المستوى برئاسة السفير الصيني بدمشق، شي هونغ وي، في 21 من شباط 2025. اللقاء الذي عقد في دمشق شهد تواصلًا بين الإدارة السورية الجديدة وممثلي الحكومة الصينية، وهو الأول من نوعه بعد سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر 2024.
خلفية اللقاء وتطورات الوضع في سوريا
لم تقدم الرئاسة السورية تفاصيل واضحة عن فحوى الاجتماع أو الموضوعات التي تم مناقشتها، كما أن الخارجية الصينية لم تنشر أي بيان رسمي حول اللقاء حتى وقت تحرير الخبر. ومع ذلك، يعتبر هذا التواصل بين الجانبين مؤشرًا على توجهات دبلوماسية جديدة تسعى سوريا لتطويرها بعد التغيير السياسي الذي طرأ عليها.
موقف الصين من النظام السوري السابق
من الجدير بالذكر أن الصين كانت قد تبنت موقفًا مشابهًا للموقف الروسي تجاه النظام السوري السابق، حيث كانت تدعمه في العديد من القرارات الدولية، خاصة في مجلس الأمن حيث استخدمت حق النقض (الفيتو) لصالح النظام المخلوع. وكان الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، قد زار الصين في سبتمبر 2023 تلبية لدعوة من الرئيس الصيني، شي جين بينغ. ورغم هذا الدعم المستمر حتى سقوط النظام في ديسمبر 2024، فإن الصين أعلنت في ذلك الوقت عن اهتمامها البالغ بما يحدث في سوريا، وأعربت عن أملها في استعادة الاستقرار في أقرب وقت ممكن.
موقف الصين بعد سقوط النظام السوري
بعد سقوط النظام، اتسم الموقف الصيني بالاعتدال، حيث دعمت بكين العملية السياسية في سوريا، وأعربت عن استعدادها للمساعدة في إعادة إعمار البلاد وتقديم الدعم للشعب السوري في مجالات عدة. كما عملت على ضمان سلامة رعاياها في سوريا خلال الفترة الانتقالية التي تلت الانهيار المفاجئ للنظام.
استمرار التواصل مع الدول الأخرى
في إطار تطوير العلاقات الدبلوماسية، استقبلت سوريا أيضًا وفودًا من دول أخرى، حيث اجتمع الرئيس الشرع مع وفد قبرصي رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية، كونستاندينوس كومبوس، كما استقبل وفدًا يونانيًا برئاسة وزير الخارجية اليوناني، جيورجيوس جيرابتريتس، في فبراير 2025. هذا التفاعل مع دول متعددة يظهر حرص سوريا على إعادة بناء علاقاتها الدولية بعد فترة من العزلة.
الخلاصة
تعد زيارة الوفد الصيني إلى سوريا خطوة هامة في إعادة بناء العلاقات بين البلدين في مرحلة ما بعد سقوط النظام. الصين، التي كانت حليفًا أساسيًا للنظام السابق، تبدي الآن دعمًا حذرًا للإدارة السورية الجديدة، مع تأكيدها على أهمية الحلول السياسية في سوريا واستعدادها لدعم الشعب السوري في رحلته نحو الاستقرار والازدهار.