وداعاً لميمي الشربيني: أسطورة الملاعب والتعليق الرياضي
رحيل أيقونة مصرية
في يوم حزين لكرة القدم المصرية، ودّعت الجماهير الرياضية محمد عبد اللطيف، الشهير بـ "ميمي الشربيني"، أحد أبرز رموز الرياضة في مصر. غادر الحياة عن عمر يناهز 87 عامًا، تاركًا إرثًا كبيرًا في الملاعب وأمام الميكروفون كمعلق رياضي عشقته الأجيال.
مسيرة رياضية حافلة
بدأ ميمي الشربيني مسيرته الكروية في صفوف النادي الأهلي عام 1957 بعد اكتشافه على يد عبده البقال. تألق كلاعب، محققًا 4 بطولات دوري و3 بطولات كأس مصر. كما كان جزءًا من المنتخب الوطني الذي أحرز بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1959.
رغم اعتزاله المبكر عام 1971 بسبب نكسة يونيو، استمر في خدمة كرة القدم كمدرب في الإمارات ومصر. اشتهر باكتشافه نجومًا مثل حسام غالي وعماد متعب خلال عمله في قطاع الناشئين بالأهلي.
تحول استثنائي إلى التعليق
انتقل الشربيني من الملاعب إلى التعليق الرياضي، حيث أصبح صوتًا لا يُنسى للمباريات الكبرى. بدأ مشواره في التعليق خلال مونديال 1986، ليصبح لاحقًا صوت المصريين في أحداث رياضية عالمية مثل نهائيات كأس العالم 1986، 1998، و2002، ونهائي يورو 2004.
اللمسة الإنسانية في التعليق
تميز الشربيني بقدرته الفريدة على جذب المشاهدين بأسلوبه العفوي وتعبيراته الشهيرة التي جعلت منه "ضيفًا خفيف الظل" في كل بيت مصري. كان يؤمن بأن التحضير الجيد هو سر نجاح المعلق، معتمدًا على خلفيته الرياضية وخبراته المتراكمة.
ذكريات لا تُنسى
كانت آخر مباراة علق عليها للتلفزيون المصري بين مصر وموزمبيق في عام 2012 ضمن تصفيات كأس العالم. على مدار مشواره، أضاف الشربيني للمباريات نكهة خاصة بتعليقاته العفوية، مثل وصفه "بنى إمبراطوريته بفلسفته الخاصة"، التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الرياضية.
وداع الأسطورة
برحيل ميمي الشربيني، فقدت مصر شخصية رياضية استثنائية أضافت للملاعب والتعليق الرياضي أبعادًا جديدة. سيظل اسمه حاضرًا في قلوب عشاق الكرة كرمز للالتزام، الإبداع، والعطاء.
إرث خالد
لن تُنسى إسهامات الشربيني كلاعب ومدرب ومعلق، فهو نموذج يُحتذى به لكل من يسعى لترك بصمة في مجاله. وداعًا ميمي الشربيني، رحلت بالجسد لكن صوتك وإرثك سيبقيان للأبد.