في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التلويح بخططه لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، تقدم مصر والأردن على رفض قاطع لهذه الفكرة. ورغم ذلك، يبدو أن ترامب مصر على اقتراحه، حيث يستند إلى أوراق ضغط تتمثل في المساعدات الأمريكية والرسوم الجمركية لتأثير على موقف البلدين. ومع تصاعد هذه الضغوط، تملك القاهرة وعمان 4 أوراق قوية يمكن استخدامها لإفشال خطة ترامب.
خطة التهجير
في تصريحات مثيرة للجدل، أكد ترامب على عزمه طرح فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، داعيًا زعماء مصر والأردن لاستقبال اللاجئين بحجة "تنظيف القطاع". في هذا السياق، اعتبر ترامب أن إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى قد يكون خيارًا مؤقتًا أو دائمًا، وهو ما لم يتوافق مع مواقف كل من مصر والأردن، اللتين عبرتا عن رفضهما الكامل لهذه الفكرة، مشددتين على ضرورة إيجاد حل داخل الأراضي الفلسطينية.
الرفض المصري
من جانبها، أكدت الحكومة المصرية رفضها القاطع لخطة تهجير الفلسطينيين، معتبرةً أن هذا الاقتراح يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي ويمس حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم. وفي كلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يناير 2025، أكد أن مصر ترفض بشدة أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر قد يتسبب في تهديد الأمن القومي المصري والعربي، محذرًا من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة.
ورقة الضغط الشعبي
استخدم الرئيس السيسي في خطابه ورقة الضغط الشعبي ليؤكد على موقف الشعب المصري الرافض تمامًا لهذا الاقتراح. ففي حال تم قبول فكرة تهجير الفلسطينيين، يرى السيسي أن الرأي العام المصري سيرفض ذلك بشكل قاطع، وسيخرج الشعب المصري للشوارع للتعبير عن رفضه لهذه السياسة.
الرفض الفلسطيني والدولي
لم يقتصر الرفض على مصر والأردن فقط، بل كانت حركة حماس وحكومة السلطة الفلسطينية في غزة في طليعة معارضي هذا الاقتراح. حيث أكدت حماس على تمسكها بحق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم ورفض أي محاولة لتوطينهم في دول أخرى. كما أكدت العديد من الدول مثل قطر وألبانيا وإندونيسيا رفضها للمقترح، محذرة من تبعات تهجير الفلسطينيين وإعادة تصدير "نكبة" 1948.
خاتمة
رغم الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي ترامب على مصر والأردن من خلال أوراق المساعدات والرسوم الجمركية، تظل القاهرة وعمان ثابتتين في موقفهما الرافض لمقترحات التهجير. في الوقت نفسه، تتزايد المطالب الدولية والفلسطينية بالبحث عن حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام الدائم في المنطقة.